من أدلة وجود الله : إجابة الدعاء ( 6 ) ج2
أسئلة تحتاج إلى أجوبة
أسئلة تحتاج إلى أجوبة
إني أسأل أي عاقل من الذي تدعوه إذا ما حدث لك ضيق أو حلت بك مصيبة و يكشف عنك كربتك إن شاء ؟ هل تصدق أن المكروب يدعو شيئا غير موجود ،و أن كاشف كربة المكروبين غير موجود ، و لو كان غير موجود فكيف يحصل ما دعي له في كثير من الأحيان إن قلت صدفة فالصدفة إن حدثت مرة لا تحدث مرة أخرى ، و إن حدثت مرتين لا تحدث الثالثة و حدوثها الشيء مرة بعد أخرى و مرة بعد مرة يدل على القصد لا الصدفية فما تكرر قر ، و تحقق الدعاء لعدة أشخاص في عدة بلدان و عدة أماكن و عدة أزمنة يدل على أنه أمر قصدي مدبر لا صدفة و كيف يستقيم القول بالصدفية في الدعاء بعدة أمور متباينة و تتحقق بعينها كلها و ليست من شخص أو شخصين أو ثلاثة بل مئات الأشخاص ، و ليست في مكان واحد بل مئات الأماكن ، و ليست في بلد واحدة بل مئات البلاد .
و إني أسأل أي عاقل من الذي يستجيب لك إن دعوت بحصول مصلحة معينة أو أمل معين أو رجوع بعيد أو شفاء مريض أو نجاة هالك ؟!!! إن قلت لا أحد فقد خالفت الحس و المشاهد فحصول عين المدعو له رغم تعدده و كثرته لمئات الأشخاص في مئات الأماكن و البلدان لدليل صارخ على وجود كائن مجيب للدعاء و إن قلت الدعاء مجرد كلامُ يشتد إيمان الإنسان بأن له تأثير فيتوهم تأثيراً ليس له وجود على أرض الواقع فقد خالفت الواقع فكم سمعنا أن فلان دعى الله فاستجاب الله له و كم مر بالناس قحط و يئسوا فيه من سقوط المطر فدعو الله طلبا للسقيا فاستجاب الله لهم و بعضهم لا يرجع من مكان صلاة الاستسقاء إلا تحت وقع المطر ، و كم وقع الناس في كرب فدعو الله فاستجاب الله لهم و كم مرض شخص و يئس من الشفاء فدعى الله فاستجاب الله له ، و كم من مظلوما دعى الله فأعطاه حقه و اقتص من ظالمه ، و إن قلت إجابة دعاء الإنسان لا تجزم بأن المجيب الله فقد تكون الصدفة أو الطبيعة أو بوذا غير ذلك فالجواب أن كل ما سوى الله لا يصح أن يقال أنه يجيب الدعاء فالصدفة لا تسمع و لا ترى و ليست عندها إرادة حتى تجيب الدعاء و كذلك الطبيعة و بوذا كان غير موجود ثم وجد و مجيب الدعاء لابد أن يكون دائم الحياة ليس له بداية و ليس له نهاية وبوذا كانت له بداية و كانت له نهاية فقبله من الذي كان يستجيب و بعده من الذي كان يستجيب الدعاء و بوذا لم يكتب في التاريخ أنه كان يسمع كل من كان في بلدته فضلا عن غيرها فكيف يقال أن بوذا مجيب لدعاء الداعيين ؟!!! و إن قلت دعاء الإنسان مجرد حافز يشجع الشخص على تحقيق ما يدعو له فيظن أن المجيب الله فالجواب هناك أمور لا يمكن أن يقال أنها بسبب حافز شخصي كطلب السقيا و طلب شفاء من يئس الطب من علاجه و طلب النجاة من الغرق لمن لا يستطيع السباحة و طلب الالتقاء بحبيب في مكان لا يظن أنه يوجد به و طلب الانتقام من ظالم لا يستطيع المظلوم عليه فيسلط الله على الظالم من لا علم بالمظلوم به .
و إني أسأل أي عاقل من الذي يستجيب لك إن دعوت على نفسك بالهلاك إن كنت ظالما فوقع عين ما دعوت به على نفسك و كم سمعنا أن فلان قال ربي أعمني لو كنت ظالما فعمي و كم سمعنا من قال ربي أمتني لو كنت ظالما فمات و كم سمعنا من قال ربي شل يدي لو كنت فعلت كذا فشلت يده ،وكم سمعنا أن أُما دعت على ولدها فتحقق عين ما دعت به ، و لا يمكن أن تكون كل هذه الوقائع تحدث مصادفة و صدق قول نبيا صلى الله عليه وسلم : « لا تدعوا على أنفسكم ، و لا تدعوا على أولادكم ، و لا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله : ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم »[1] .
وورد في الحديث عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً من المسلمين قد خفت - أي ضعف ـ فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه ) قال نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سبحان الله لا تطيقه - أو لا تستطيعه - أفلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قال فدعا الله له فشفاه »[2] .
وقد صح في الحديث قصة جريج العابد و أن أمه دعت عليه فقالت: " اللهم لا تمته حتى يرى وجوه المومسات " فتحققت هذه الدعوة قعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كان رجل في بني إسرائيل يقال له جريج يصلي، فجاءته أمه، فدعته، فأبى أن يجيبها، فقال: أجيبها أو أصلي، ثم أتته فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات، وكان جريج في صومعته، فقالت امرأة: لأفتنن جريجا، فتعرضت له، فكلمته فأبى، فأتت راعيا ، فأمكنته من نفسها ، فولدت غلاما فقالت : هو من جريج ، فأتوه ، و كسروا صومعته ، فأنزلوه و سبوه ، فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام ، فقال : من أبوك يا غلام ؟ قال: الراعي، قالوا: نبني صومعتك من ذهب ، قال : لا ، إلا من طين »[3] قال بن حجر : (( وَفِي الْحَدِيثِ أَيْضًا عِظَمُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَإِجَابَةُ دُعَائِهِمَا وَلَوْ كَانَ الْوَلَدُ مَعْذُورًا لَكِنْ يَخْتَلِفُ الْحَالُ فِي ذَلِكَ بِحَسَبِ الْمَقَاصِدِ وَفِيهِ الرِّفْقُ بِالتَّابِعِ إِذَا جَرَى مِنْهُ مَا يَقْتَضِي التَّأْدِيبَ لِأَنَّ أُمَّ جُرَيْجٍ مَعَ غَضَبِهَا مِنْهُ لَمْ تَدْعُ عَلَيْهِ إِلَّا بِمَا دَعَتْ بِهِ خَاصَّةً وَلَوْلَا طَلَبُهَا الرِّفْقَ بِهِ لَدَعَتْ عَلَيْهِ بِوُقُوعِ الْفَاحِشَةِ أَوِ الْقَتْلِ وَفِيهِ أَنَّ صَاحِبَ الصِّدْقِ مَعَ اللَّهِ لَا تَضُرُّهُ الْفِتَنُ وَفِيهِ قُوَّةُ يَقِينِ جُرَيْجٍ الْمَذْكُورِ وَصِحَّةُ رَجَائِهِ لِأَنَّهُ اسْتَنْطَقَ الْمَوْلُودَ مَعَ كَوْنِ الْعَادَةِ أَنَّهُ لَا يَنْطِقُ وَلَوْلَا صِحَّةُ رَجَائِهِ بِنُطْقِهِ مَا اسْتَنْطَقَهُ وَفِيهِ أَنَّ الْأَمْرَيْنِ إِذَا تَعَارَضَا بُدِئَ بِأَهَمِّهِمَا وَأَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ لِأَوْلِيَائِهِ عِنْدَ ابْتِلَائِهِمْ مَخَارِجَ وَإِنَّمَا يَتَأَخَّرُ ذَلِكَ عَنْ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ تَهْذِيبًا وَزِيَادَةً لَهُمْ فِي الثَّوَابِ وَفِيهِ إِثْبَاتُ كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ وَوُقُوعُ الْكَرَامَةِ لَهُمْ بِاخْتِيَارِهِمْ وَطَلَبِهِمْ ))[4] .
شبهات و ردود
رغم أن إجابة دعاء الداعيين دليل واضح على وجود الله إلا أن الملاحدة يشككون في وضوحه و يقولون لا دليل على وجود الله حتى بوقوع عين المدعو به مدعين أنه كما قد يحصل الشفاء بدعاء بوذا كذلك يحدث الشفاء بدعاء الله فيكون دعاء الله كدعاء بوذا ، و يقولون هب أنه قد حصل عين المدعو به فما الدليل على أن حصول عين المدعو به كان بسبب الله ،ويقولون لا دليل على أن وقوع عين المدعو به كان لسبب فلا سبيل إلى نُعَمِّم وجوب وجود سبب لكل تأثير , فنحن لا نستدل على هذا إلا بالإستقراء , أي ملاحظة بعض الأمثلة و تعميمها , و يبقى إحتمال وجود ما يشذ عن ما لاحظناه قائما .
و الجواب على هذه الشبهات أن وجود الله لا شك فيه فهو أمر فطري بديهي و لكن هؤلاء الملاحدة قد تغيرت فطرتهم و انحرفت عن الحق بفعل مؤثرات خارجية ، وهذا الانحراف كان هو السبب في وجود الوثنيات و الشرك في الأمم السابقة ، وهو أيضا سبب الشرك و الضلال و الإلحاد في زمننا الحاضر ،و قد تختلج شبهة في الذهن تسبب مشكلة للإنسان، فيظن أنَّ هذا الضروري الواضح ليس بضروريٍ ، مثلاً استحالة اجتماع النقيضين من البديهيات الأوليَّة، بل هي أساس جميع البديهيّات ، و لكن ربَّ شبهة تشكك في هذا البديهي، فيتصوَّر البعض أنّه من الممكن اجتماع النقيضين كما لو توهَّم أنَّ بين النور والظلمة حالةً ليست من الظلمة و ليست من النور! و البديهي بديهيٌ على أي حال .
و لا يصح اعتراضهم على أن إجابة الداعيين دليل على وجود الله فاعتراضهم لا يخلو من اعتراض خال من معارض معتبر فقولهم : ( لا دليل على وجود الله بوقوع عين المدعو به فكما قد يحصل الشفاء بدعاء بوذا كذلك يحدث الشفاء بدعاء الله فيكون دعاء الله كدعاء بوذا ) قول لايصح فشتان بين دعاء الله و دعاء بوذا فالأدلة قد قامت على ألوهية و ربوبية الله أما بوذا فلا يصح أن يكون إلها أو ربا فهو بشر و الخالق خلاف المخلوق ،و بوذا قد وجد بعد خلق الكون فكيف يكون خالقا ؟!! و بوذا كان ينام ويأكل و يتبول و الإله لاينبغي له أن ينام و بوذا كان في الأرض و الإله فوق خلقه ،و بوذا كان له مثيل فهناك ملايين البشر مثله و بوذا لم يرسل رسلا للناس ليعرفهم به و كل هذا ينافي أن يكون بوذا إلها و ربا فكيف يطلب من بوذا الشفا ؟!! و من الذي كان يستجيب دعاء الناس قبل بوذا و بعد وفاة بوذا ؟!!! و كيف يهب من يمرض ( بوذا ) الشفاء لمريض ؟!! و لم نسمع أن بوذا كان يسمع صوت من ليس في المكان الذي هو فيه في نفس المنطقة فضلا عن سماعه صوت من في بلد أخرى فكيف يقال بعد ذلك أن دعاء الله كدعاء بوذا ؟!!!
و الله ليس فقط يستجيب دعاء المرضى بل يستجيب دعاء المظلومين و دعاء المضطرين و دعاء السائلين و هذا أمر مشاهد و محسوس أما استجابة بوذا للدعاء فهي استجابة موهومة لايشهد الحس عليها فلم نسمع و لم نشاهد أن فلانا دعا بوذا أن ينتقم من فلان فانتقم بوذا منه ،و لم نسمع أن الناس دعوا بوذا أن ينزل عليهم المطر فنزل المطر , و لم نسمع أن شخصا كان مكروبا فدعا بوذا ففرج بوذا كربته ، و لم نسمع و لم نر أن شخصا دعا بوذا قائلا لو فعلت كذا احرقني فحرق بخلاف استجابة الله للدعاء فهي متكررة سمعناها عن كثير من الأشخاص في كثير من الأماكن في كثير من البلدان في كل الأزمان و ما تقرر قر فكيف يقال بعد ذلك أن دعاء الله كدعاء بوذا ؟!!!
.
و لا مقارنة بين عدد من يحصل لهم الشفاء بدعاء الله و عدد من يصادفهم الشفاء إذا دعوا بوذا فكيف يقال بعد ذلك أن دعاء الله كدعاء بوذا ؟!!!
و قول الملاحدة هب أنه قد حصل عين المدعو به فما الدليل على أن حصول عين المدعو به كان بسبب الله و الجواب أن لا أحد غير الله له القدرة على استجابة دعاء الداعيين مع اختلاف أماكنهم و تعدد مطالبهم ، و حصول عين المدعو به لكثير من الأشخاص في كثير من الأماكن في كثير من البلدان عبر التاريخ لدليل على وجود خالق مجيب للدعاء تجتمع فيه صفات الإله الحق و كل ما سوى الله لا يمكن أن يكون مجيبا للدعاء فمن الذي يستطيع أن يسمع دعاء جميع البشر - رغم اختلاف أماكنهم و اختلاف دعائهم – غير الله ؟!! و من الذي لا تأخذه سنة و لا نوم غير الله ؟!! و من الذي له ما في السماوات و الأرض غير الله ؟!! و من الذي يحيي و يميت غير الله ؟!!! و من الذي يشفي المرضى غير الله ؟!! و من الذي يقوم بنفسه و لا يحتاج لأحد غير الله ؟!!! و الله وحده هو الذي أرسل الرسل لتعريف الخلق به و لتعريف الخلق كيفية عبادته و ما يحب أن يفعلوه و ما يكره أن يفعلوه و قد أيد الله رسله بالمعجزات كأمارة على صدقهم فهل وجد إله غير الله فعل مثلما فعل الله ؟!!
و قول الملاحدة : ( و لا دليل على أن وقوع عين المدعو به كان لسبب فلا سبيل إلى نُعَمِّم وجوب وجود سبب لكل تأثير , فنحن لا نستدل على هذا إلا بالإستقراء , أي ملاحظة بعض الأمثلة و تعميمها , و يبقى إحتمال وجود ما يشذ عن ما لاحظناه قائما ) قول لا يصح فهو قول يصادم العقل و يخالف الفطرة فعقلا و بداهة أن لكل أثر مؤثر و لكل مسبب سبب و قانون السببية قانون عقلي بديهي واقعي ضروري يزاوله الناس في حياتهم أي هذا القانون يطبقه الناس في دنيا الواقع فالناس عندهم الأكل سبب للشبع و شرب الماء سب للإرتواء و النكاح و الجماع سبب لإنجاب الولد ،و إذا وقع أي شيء يحاولون أن يعرفوا سببه .
و لا يمكن رد قانون السببية على جزئية من جزئياته وفرع من فروعه و فرد من أفراده بدعوى أننا لم نلاحظ كل الأمثلة على السببية فمعرفة أن لكل معلول علة لا تحتاج استقراء كل الأمثلة بل هي أمر بديهي عقلي يفرض نفسه على الذهن بحيث لا يحتاج إلى برهان لإثباته ، و يجمع العقلاء على صحته و اعتماده كأصول ضرورية لازمة ، و يعتبر برهانا يبنى عليه باقي الأفكار ، و لو أن طفلا رمي بقطعة خشب فإنه يلتفت لينظر من الذي رماها عليه و من الذي فعل ذلك ،و لو لم يحدث له مثل هذا الأمر قبل ذلك .
و لا يجوز القدح في البديهيات بالنظريات ، لأن البديهيات أصل للنظريات ، فلو جاز القدح بالنظريات في البديهيات ، و النظريات لا تصح إلا بصحة البديهيات ، كان ذلك قدحاً في أصل النظريات ، فلزم من القدح في البديهيات بالنظريات فساد النظريات ، و إذا فسدت لم يصح القدح بها ، و القدح في البديهيات بالنظريات يستلزم فساد النظريات و فساد العلوم .
و إجابة دعاء كثير من الأشخاص في كثير من الأماكن في كثير من البلدان في كل الأزمان دليل بديهي على وجود مجيب لهذه الدعوات , و لا ينكر هذا إلا عديم العقل، و لو رأي شخص كتابة فقال لابد لها من كاتب و لابد لها من سبب فاعترض عليه آخر قائلا : ( أثبت لي أن هذه الكتابة تحتاج لكاتب ، و هل اختبرت كل الكتابات لتعرف هل تحتاج إلى كاتب أم لا ) لعده الناس مجنونا ، و لو رأى شخص نارا فقال أنها حارة لا تقترب منها حتى لا تحرقك فرددت عليه قائلا : أثبت لي أن النار حارة و من يقترب منها تحرقه ، و هل استقرأت كل النار التي في العالم حتى تقول لي أنها حارة و تحرق ؟!!! لاعتبرك الناس من المجانين .
هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إلى دليل آخر إن شاء الله
[1] - رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 3009 باب حديث جابر الطويل و قصة أبي اليسر
[2]- رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 2688 باب كراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا
[3] - رواه البخاري في صحيحه رقم 2482 باب: إذا هدم حائطا فليبن مثله , و رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 2550 باب تقديم بر الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها
[4] - فتح الباري لابن حجر 6/483
__________________