الخلية ووجود الخالق

الخلية ووجود الخالق




إن من أعظم الأدلة على وجود الله عز وجل وجود الخلية حيث تعتبر الخلية الوحدة التركيبية و الوظيفية للكائنات الحية ، و جميع الكائنات الحية تتكون من خلايا ، و هذا يعني أن الخلية هي الوحدة التركيبية الأساسية لجميع الكائنات الحية فالكائنات الحية تتكون من خلية أو أكثر خلقت في نظام رائع و تدبير محكم .

و مادامت الخلية الوحدة الأساسية للكائن الحي أو أساس الكائن الحي فالكائن الحي عديد الخلايا لا يزيد عن كونه تجمع لخلايا مستقلة و التي تتعاون مع بعضها البعض لآداء وظائف الكائن الحي فمن الذي أوجد هذه الخلايا و من الذي جمع هذه الخلايا و من الذي جعلها تتعاون مع بعضها البعض لآداء وظائف الكائن الحي ؟!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾[1] أي : أي ربنا الذي أعطى كل شىء ما يليق به مما قدر له من الخواص والمزايا، فأعطى العين الوضع الذي يطابق ما يراد بها من الإبصار، والأذن الشكل الذي يوافق الاستماع، وهكذا الأنف واليد والرجل وجميع أعضاء الجسم[2] .

و جسم الإنسان يحتوي على حوالي 100 تريليُون خليَّة، كلُّ منها كيانٌ مستقل ، ويتراوح قطر الخليَّة من 7 : 20 ميكروناً، وتزن حوالي جزءاً من مليار من الجرام، ويُمكِنُ رؤيتها تحت المجهر الالكتروني بعد تكبيرها من 300 - 600 ألف مرة، فتظهر عُضيَّاتها بوضوح.

و قبل أن ندرس الخلية لابد أن نعرف ما هي الخلية ، و الخلية هي أصغر كتلة من المادة الحية ( البروتوبلازم ) تستطيع الحياة منفردة ، ولها القدرة على توليد مثيل لها .

و البروتوبلازم هو المادة الحية التي يتكون منها الكائن الحي فمن الذي أودع فيه الحياة ؟!!! و الخلية الحية لا تتولد إلاَّ من خلية حية سابقة لها في الخلق و الوجود ، إذ الحياة لا تنشأ إلا من حياة ، و ليست الحياة بشيء مادي حتى تنشأ من مادة ، و لذلك فشلت جميع الجهود العلمية المادية في إحداث خلية واحدة ، و كل ما قام به العلماء حتى الآن هو تخليق ( و ليس خلق ) خليّة صناعيّة من خليّة حيّة باستخدام الخلية الحية نفسها لتشغيل مادة وراثية صناعية فلا يمكن وضع مادة وراثية صناعية فى طبق و انتظار أن تصنع خلية فمن الذي خلق الحياة في الخلية الحية ؟!!!

و يعتبر البروتوبلازم مادة غروية ذات قوام جيلاتيني بها بروتينات و أحماض أمينية و كربوهيدرات و دهون و مواد غير عضوية ذائبة في الماء و البروتوبلازم يسمح للماء و المواد الغذائية بالنفاذ إليه أو مغادرته على هيئة مواد تالفة فمن الذي وهب البروتوبلازم صفة النفاذية و هل الصدفة العمياء يمكن أن توجد صفة دقيقة مثل هذه الصفة بحيث بالصدفة تدخل المواد التي تحتاج إليها الخلية و بالصدفة تخرج المواد التي لا تريدها الخلية ؟!! 

و الأملاح الموجودة في البروتوبلازم تكون في صورة متأينة مما يسرع في إتمام التفاعلات الكيماوية داخل هذه المادة الحية فمن الذي قدر أن تكون هذه الأملاح في صورة متأينة ،و هل هذه الأملاح تأينة بالصدفة لإسراع التفاعلات الكيماوية بالخلية ؟!! 

و نجد في مركز الخلية منطقة تتجمع فيها المعلومات التي تستعملها الخلية طيلة حياتها و تسمى النواة Nucleus ، و باقي الخلية المحيطة بهذه المنطقة تسمى السيتوبلازم Cytoplasm .

و يحيط بالخلية من الخارج غلاف يحدد و يفصل السيتوبلازم عن الوسط الخارجي يدعى الغشاء البلازمي أو جدار الخلية أو غشاء الخلية cell membrane Plasmalemma or ، و تحاط النواة بغشاء رقيق ، هو الغشاء النووى Nuclear membrane .

و قد وجد العلماء أن بعض الكائنات مكونة من خلايا تكون النواة فيها غير مفصولة عن السيتوبلازم بالغشاء النووي و قد سموا هذه الخلايا خلايا ذات النواة الأولية Prokaryotic cells حيث لا يوجد غشاء محيط بالمادة الوراثية مثل البكتيريا بأنواعها و على النقيض هناك كائنات أخرى لها نوى مفصولة عن السيتوبلازم بالغشاء النووي و تسمى خلايا ذات النواة الحقيقية Eukaryotic cells حيث يوجد غشاء محيط بالمادة الوراثية مثل كل الكائنات الحية متعددة الخلايا كالإنسان والنبات و بعض الكائنات الحية وحيدة الخلية مثل فطر الخميرة .




[1] - طه من الآية 50
[2] - تفسير المراغي 16/17
__________________




قلنا أن الخلية عبارة عن سيتوبلازم و نواة و جدار خلوي ،و لنأتي لدراسة أجزاء الخلية لنسبح الخالق و نحمده على بديع صنعه .

السيتوبلازم هو مادة شبه سائلة هلامية القوام يوجد بها تراكيب خلوية حية تقوم بوظائف متخصصة و لذلك تقابل الأعضاء في جسم الكائن الحي المعقد التركيب ، ومن هنا سميت عضيات خلوية organelles Cell مثل الميتوكوندريا و أجسام جولوجي .

و هذه العضيات الخلوية معلقة في سائل يسمى سيتوسول Cytosol ،و يتألف السيتوسول في معظمه من الماء الذي يحتوي على أملاح معدنية ومواد عضوية ذائبة .

و تعتبر هذه العضيات الخلوية أجسام حية عالية التخصص معلقة في السيتوبلازم و ضرورية لحيوية و نشاط الخلية و لكي تقوم الخلية بوظائفها فمن الذي وهب الحياة في هذه الأجسام المتناهية الصغر و من الذي جعل كل منها له وظيفة معينة و من الذي هيئها لتقوم الخلية بوظائفها و هل الصدفة يمكن أن تخلق أنظمة متخصصة لتأدية وظائف متخصصة ؟!!!!.

و هناك عضيات محاطة بأغشية membranous cell organoids مثل جهاز جولوجي و الميتوكوندريا و على النقيض هناك عضيات غير محاطة بأغشية كالريبوسومات و الجسيمات المركزية centrioles .

و فائدة هذه الأغشية membranes الموجودة في السيتوبلازم أنها تعمل على تقسيم السيتوبلازم إلى وحدات يختص كل منها بوظائف معينة ،و تسمح بحدوث تفاعلات كيمياوية حدوثاً مستقلاً دون تداخل و تهيئ للعضيات المحاطة بأغشية بيئات صغرى لتأدية وظائفها الحيوية بصورة صحيحة وبدون تداخلفهل هذه الأغشية وجدت في السيتوبلازم صدفة و قسمت السيتوبلازم إلى وحدات صدفة أم أن هناك خالق قد قدر أن تكون هذه الأغشية على هذا النحو الدقيق ؟!!.

و كما يوجد بالسيتوبلازم عضيات خلوية حية يوجد أيضا تراكيب غير حية لا تتوقف عليها حياة الخلية تسمى البلازما البعدية ****plasm كالجليكوجين والنشا والحبيبات الدهنية و الحبيبات الصبغية و غيرها .

و بعد حديثنا عن السيتوبلازم ننتقل إلى الحديث عن جدار الخلية أو غشاء الخلية Cell Membrane ، و هو الجزء الخارجي الرقيق الذي يحيط بالخلية ( السيتوبلازم و العضيات ) ، و يعزلها عن محيطها الخارجي و غشاء الخلية يشكل السطح الحيوي بين الخلية و محيطها الخارجي .

و يتكون غشاء الخلية من طبقتين من الدهن الفسفوري الفسفوليبيد phospholipid [1]يرتبط بهما جزئيات من البروتين و جزئيات من مركب بروتين الكربوهيدرات الكربوهيدرات المخاطية Mucopolysaccharid .

و السر في تكون الغشاء الخلوى من طبقه مزدوجة من الدهون المفسره أن الدهون لا تذوب فى الماء فتشكل حاجزا مستقرا و فعالا بين داخل وخارج الخلية ، و بما أن غشاء الخلية يواجه سائلين مائيين على جانبيه الداخلي و الخارجي لذلك تكون من طبقة مزدوجة من الدهون المفسفرة بحيث الطرفين غير القطبين و غير المحبين للماء يتقابلا معا بينما الطرفان القطبيان و المحبان للماء يواجها السوائل المائية على جانبي الغشاء فهل الصدفة العمياء يمكن أن تقصد أن يتكون غشاء الخلية من طبقة مزدوجة من الدهون طرفاه الذين لا يحبان الماء يتواجها معا hydrophobic tails facing each other ، و طرفاه الذين يحبان الماء يواجها الماء فتكون جزيئات الماء منجذبة لرؤوس الدهون المفسفرة بالداخل و الخارج .
و يوجد نوعان من البروتينات تدخل في تركيب غشاء الخلية :
البروتينات الطرفية peripheral membrane proteinsالتي تلتصق بسطح غشاء الخلية سواء الداخلي أو الخارجي .
البروتينات الغائرة integral membrane proteins، هي بروتينات تخترق طبقتي الغشاء الخلوي ويبقى طرفاها مفتوحان على سطحي الغشاء مكونة قنوات تنتقل من خلالها المواد من الخلية إلى خارجها أو العكس فهل هذه القنوات وجدت في الخلية صدفة أم هي من صنع عليم حكيم ؟!!
و غشاء الخلية يسمح بدخول المواد التي تذوب في الدهون lipid soluble substances عن طريق طبقة الدهون المفسفرة ، و المواد التي لا تذوب في الدهون ، و لكن تذوب في الماء water soluble substances تمر خلال القنوات channels الموجودة في البروتين الذي يتخلل الغشاء transmembrne proteins صنع من هذا ؟!! إنه : ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾[2] .

و غشاء الخلية لديه المقدرة على التجدد في المناطق التي يتعرض فيها للتمزق عن طريق بناء جزيئات بروتينية وليبيدات مفسفرة وإضافتها فهل الصدفة العمياء هي التي أوجدت في غشاء الخلية هذه المقدرة ؟ من الذي أعطى غشاء الخلية هذه المقدرة ؟!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ .

و ينمو غشاء الخلية مع نمو الخلية وازدياد حجمها فمن الذي وهب غشاء الخلية صفة النمو حتى يزيد مع ازدياد الخلية فلا تتضطرب ؟!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ .
و تنقسم البروتينات التي يحتويها غشاء الخلية إلى سبعة أنواع وظيفية و هي :
البروتينات التركيبية structural proteins و التي تدخل في تركيب الغشاء و بعضها تحتوي على دهون و تسمى بروتينات دهنية و بعضها يحتوي على كربوهيدرات و تسمى بروتينات نشوية .
بروتينات تعمل كمضخات pumps و تقوم بالنقل النشط للأيونات عبر غشاء الخلية .
بروتينات تعمل كمستقبلات receptors ،و ترتبط بالنواقل العصبية neurotransmitters و الهرمونات و لذلك تثير التغيرات الفسيولوجية داخل الخلية .
بروتينات تعمل كحوامل carriers ، و تقوم بنقل المواد خلال تركيزها الكهروكيميائي المتفاوت عن طريق النقل المسهل .
بعض الجليكوبروتينات لها دور في تمييز خلايا الجسم عن غيرها .
بروتينات تعمل كإنزيمات خاصة البروتينات الطرفية ،وهذه تحفز التفاعلات الكيميائية عند سطح الخلية .
بروتينات تعمل كقنوات أيونية ions channels خاصة البروتينات المتداخلة ، و عندما تنشط هذه البروتينات تسمح بنقل الأيونات المختلفة من و إلى الخلية .

و مما سبق يتضح أن البروتينات المكونة لغشاء الخلية تلعب أدواراً مهمةً ، فبعضها يعمل عمل الانزيمات والنواقل ، كما أن لبعضها دوراً في استقبال المعلومات الكيميائية مثل الهرمونات فأين الصدفة العمياء في هذا التنوع الوظيفي الكبير ؟!!.

و إن قيل كيف تميز الخلايا بعضها ؟!! فالجواب تميز الخلايا بعضها عن طريق غشاء الخلية بسبب ارتباط الكربوهيدرات بالأجزاء السطحية للبروتينات فتكوِّن البروتينات السكرية التي لها الدور في تمييز الخلايا لبعضها البعض . و بعض الخلايا مثل خلايا الدم البيضاء (WBC) تستطيع تمييز الأجسام الغريبة بواسطة هذه البروتينات فأين الصدفة العمياء في هذه الأفعال المنظمة ؟!! .


و إن قيل كيف تتصل الخلايا ببعضها و المحيط الخارجي ؟!! فالجواب فالجواب تتصل الخلايا ببعضها و المحيط الخارجي عن طريق غشاء الخلية من خلال ما يحتويه من بروتينات سكرية و ليبيدات سكرية . 


و يمثل غشاء الخلية الحصن أو القلعة التي تحمى حياة الخلية الحية من الغزو الخارجي ، و ينظم مرور المواد من و إلى الخلية فيسمح بمرور المواد اللازمة للخلية و يخرج الفضلات الناتجة عن الإستقلاب فمن الذي هدى غشاء الخلية إلى إدخال ما تحتاج إليه الخلية و إخراج ما يضر الخلية ؟!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾[3] أي ذلك الصنع العظيم صنع الله الذي أحكم كل شىء وأودع فيه من الحكمة ما أودع[4] .


و لعل البعض يسأل كيف يتم انتقال المواد من و إلى الخلية ؟ و الجواب يتم انتقال المواد من و إلى الخلية بالطرق التالية :


أولا ً : النقل التلقائي غير الفعال : Passive Transport
خصائص النقل التلقائي :
–لا يتطلب هذا النقل صرف طاقة من قبل الخليةفهو يعتمد على اختلاف تركيز المادة على جانبي غشاء الخلية النفاذ .
- تنتشر الجزيئات من التركيز المرتفع باتجاه التركيز المنخفض.

أنواع النقل التلقائي : 
– الانتشار البسيط simple diffusion :
الحركة العشوائية لذرات وجزئيات المادة ذات االتركيز العالي إلى المنطقة ذات التركيز المنخفض ، و تلعب خاصية الانتشار دوراً مهماً في تبادل المواد بين الخلية والوسط المحيط بها ، ومن هذه المواد الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والمواد التي تذوب في الدهون .

الانتشار الميسر أو الانتشار المسهل facilitated diffusion :
و هو عبارة عن عملية انتقال الجزيئات التي تذوب في الماء أو الجزيئات الكبيرة التي لا تستطيع الانتشار بسرعة عبر الغشاء من المحلول ذي التركيز العالي للمادة إلى التركيز المنخفض عبر الغشاء البلازمي للخلية ( مع تدرج التركيز ) ، و يتم عبر نواقل بروتينية موجودة في غشاء الخلية ومن الجزيئات التي تتبع طريق النقل هذا جزيئات سكر الجلوكوز و الفركتوز و الأحماض الأمينية فهل الصدفة أوجدت مثل هذا الانتشار أم هذا الانتشار من صنع عليم حكيم ؟!!.

الخاصية الأسموزية osmosis :
عملية انتقال جزيئات الماء من المحلول ذي التركيز الأقل إلى المحلول الأكثر تركيزاً حتى الوصول لحالة التوازن عبر غشاء الخلية ،و من التعريف يتضح أن هذا النقل يتم مباشرة ً عبر غشاء الخلية لكنه خاص لجزيئات الماء ، و تتوقف كمية الماء التي تدخل الخلية على مساحة غشاء الخليىة ، و الفرق بين الضغط الأسموزي داخل الخلية و خارجها .

ثانيا ً : النقل الفعّال أو النقل النشط Active Transport :
و هو عملية انتقال بعض الأيونات من منطقة التركيز المنخفض الى منطقة التركيز المرتفع بمساعدة البروتينات الناقلة ، و في هذه الحالة يتم استهلاك جزيئات الطاقة ATP لتنشيط الناقل للقيام بعمله .

خصائص النقل الفعّال : 
– يتطلب النقل النشط صرف طاقة من قبل الخلية.
-تنتشر الجزيئات نحو المكان المطلوبة فيه بغض النظر عن الفرق بالتركيز على جانبي غشاء الخلية .

- أنواع النقل الفعال : 
-النقل الفعال عبر المضخات البروتينية : active transport through proteins pumps
و هو نقل الجزيئات من الوسط منخفض التركيز إلى الوسط مرتفع التركيز عبر بروتين غشائي ناقل ،و من هذه الأمثلة مضخة الصوديوم و البوتاسيوم Sodium-potassium pump الهامتان في الأفعال العصبية ، فهل الصدفة أوجدت مثل هذا النقل أم هذا النقل من صنع عليم حكيم ؟!!.


الإخراج الخلوي: Exocytosis
قدرة الخلية على طرح المواد خارجها بتكوين أكياس خاصة أو فجوات داخل الخلية ، ثم تتحد مع الغشاء البلازمي و تقذف محتوياتها خارج الخليةفهل الصدفة يمكن أن تعطي الخلية المقدرة على الإخراج أم الخالق هو الذي أعطاها هذه القدرة ؟!!.


الإدخال الخلوي : Endocytosis
هي عملية إدخال المواد و الجزيئات الكبيرة إلى داخل الخلية من خلال تشكل حويصلات كبيرة تقوم بابتلاع تلك المواد فهل الصدفة يمكن أن تعطي الخلية المقدرة على الابتلاع أم الخالق هو الذي أعطاها هذه القدرة ؟!!.
، و الإدخال الخلوي ينقسم إلى نوعين حسب طبيعة المواد المدخلة : الشرب الخلوي و البلعمة الخلوية :


أ – الشرب الخلوي ( شرب الخلية ) Pinocytosis :
لو كانت المواد التي تبتلعها الخلية سائلة .

ب - البلعمة الخلوية ( أكل الخلية ) Phagocytosis :
لو كانت المواد التي تبتلعها الخلية صلبة كابتلاع الأميبا البكتيريا ، و كابتلاع خلايا الدم البيضاء الجراثيم .








[1]الفوسفوليبيدات هي مجموعة من الدهنيات التي تتركب من جزىء جليسيرول واحد يرتبط به جزيئين من الحوامض الدهنية والرابط الثالث بدل الحامض الدهني الثالث ترتبط مجموعة فوسفاتية ، لذلك سُميت فوسفوليبيد .[2] -النمل من الآية 88[3] - طه من الآية 50[4] - تفسير المراغي 20/25

__________________



و بعد حديثنا عن غشاء الخلية ننتقل إلى الحديث عن الشبكة الاندوبلازمية Endoplasmic reticulum ، و هي عبارة عن مجموعة من التجاويف المحاطة بأغشية رقيقة ، و التى يتصل بعضها ببعض لتكون شبكة متصلة داخل الخلية فهي شبكة متصلة من الأغشية داخل الخليةتتخذ شكل الأنيبيبات و الأوعية الدقيقة المتشابكة ، وتعتبر الشبكة الاندوبلازمية أرضية للخلية و تصل الشبكة الاندوبلازمية بين النوة وغشاء الخلية . و الشبكة الاندوبلازمية نوعان :
- الشبكة الاندوبلازمية الخشنة أو المحببة : توجد بها حبيبات دقيقة لذلك تسمى المحببة .
- الشبكة الاندوبلازمية الملساء : وهي خالية من الحبيبات توجد في شبكية العين والشبكة العضلية .



الشبكة الإندوبلازمية المحببة Rough endoplasmic reticulum :
و تتميز الشبكة الإندوبلازمية المحببة بوجود عدد كبير من الحبيبات الدقيقة على سطح الخارجى للشبكة هذه الحبيبات غنية بحامض الريبونيوكليك و البروتينات و الربيوسومات ribosomes .


و تمثل الربيوسومات مواقع تخليق البروتنيات فى الخلية ، ولذلك فهى تتوفر بكثرة فى الخلايا التى تتميز بنشاطها فى بناء البروتينات ، مثل خلايا الكبد و البنكرياس فالشبكة الإندوبلازمية المحببة يجرى على سطحها عملية تكوين البروتينات بواسطة الريبوسومات .

و للشبكة الإندوبلازمية المحببة الدور في تكوين الفوسفات الدهنية فهل هذه الوظائف وجدت مصادفة ؟!! و هل يمكن لعاقل أن يصدق أن مصنع من المصانع ينتج شيء من المنتجات وجد مصادفة و يصنع ما ينتجه مصادفة ؟!


و إني لأسأل العقلاء من الذي جعل الشبكة الإندوبلازمية المحببة مهادا لإرتكاز الرايبوسومات ؟!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ .


الشبكة الإندوبلازمية الملساء endoplasmic reticulumsmooth:
و تتميز الشبكة الإندوبلازمية الملساء بخلوها من الريبوسومات ، ويقتصر وجودها على أنواع قليلة من الخلايا مثل الخلايا الصبغية الطلائية لشبكية العين والخلايا العضلية الإرادية .

و يجرى عند سطح الشبكة الإندوبلازمية الملساء عملية تكوين الدهون والبروتينات الدهنية lipoproteins و المركبات المشتقة من الكوليسترول كالكورتيزون و الهرمونات الجنسية فهل هذه الوظيفة وجدت مصادفة ؟!! و هل يمكن لعاقل أن يصدق أن مصنع من مصانع الأدوية ينتج دواء معين كالكورتيزون وجد مصادفة و ينتج هذا الدواء مصادفة و العاملون في مجال الأدوية يعلمون كم يحتاج صنع دواء من المعدات المعقدة التركيب و التي تحتاج أيدي ماهرة عالمة لتديرها ؟!

و للشبكة الإندوبلازمية الملساء الدور في ايض الجليكوجين و قد وجد العلماء أن الإنزيمات المطلوبة لتكوين و تكسير الجليكوجين في الكبد - عند الحاجة لتوفير الجلوكوز مثل أن يكون الشخص صائما - موجودة في الشبكة الإندوبلازمية الملساء فهل يمكن لعاقل أن يصدق أن الصدفة يمكن أن تكون مركب و تكسره عند الحاجة لتكسيره ؟!! و لأي عاقل أن يسأل من الذي أعطى الشبكة الإندوبلازمية الملساء هذه القدرة ؟!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ .

و للشبكة الإندوبلازمية الملساء الدور في إزالة سمية العقاقير و لذلك تكثر في خلايا الكبد فأين مكان الصدفة في هذه العملية الدقيقة المنظمة ، وهي إزالة السمية ؟!!!


ووجد العلماء أن للشبكة الإندوبلازمية الملساء الدور في تنظيم عملية انقباض العضلات الخيطية ( الهيكلية ) striated muscles عن طريق سحب أيونات الكالسيوم sequestration لإرخاء العضلة أو إطلاق أيونات الكالسيوم release لانقباض العضلة فأين مكان الصدفة في هذه العملية الدقيقة المنظمة ؟!!!


ووجد العلماء أن للشبكة الإندوبلازمية الملساء الدور في تكوين حمض الهيدروكلوريك في المعدة و الذي يساعد في هضم الطعام بتنشيطه إنزيم الببسين و مساعدته في تحليل السكريات و الدهون تحليلا مائيا و يذيب الأملاح العضوية غير القابلة للذوبان فيجعلها قابلة للامتصاص و قتل الميكروبات التي تصحب الكتلة الغذائية فهل يمكن للصدفة العمياء أن تكون حمض معين لأداء وظائف معينة ؟!!


و بعد حديثنا عن الشبكة الاندوبلازمية نأتى إلى الحديث عن الريبوسومات و هي عبارة عن حبيبات كروية الشكل تتكون من الحمض النووي الرايبوسومي محاط بغلاف بروتيني ، وتتكون من وحدتين من الحمض الريبوسومي وحدة كبيرة و وحدة صغيرة ،و توجد الريبوسومات إما على أغشية الشبكة الإندوبلازمية لتكون الشبكة الإندوبلازمية المحببة أو معلقة حرة فى السيتوبلازم .
و الريبوسومات المرتبطة بالشبكة الإندوبلازمية المحببة تُنتج البروتينات التي تفرز خارج الخلية أو ترتبط بغشاء الخلية ، و الريبوسومات الحرة في السيتوبلازم تٌنتج البروتينات التي تستخدمها الخلية فمن الذي ألهم الريبوسومات لإنتاج هذه البروتينات المعينة للقيام بوظائف معينة ؟!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ .

و بعد حديثينا عن الريبوسومات ننتقل إلى الحديث عن أجسام جولجي ، و هي عبارة عن مجموعات من الفجوات المنبسطة التي تتصل بالشبكية الداخلية الناعمة بواسطة عدد من الحويصلات المحتوية على حبيبات إفرازية

و يبدو جهاز جولجى تحت الميكروسكوب الإلكترونى مكوناً من ثلاثة أجزاء هى : عدد من الحويصلات المحدودة رقيقة الجدران . عدد من التجاويف الكبيرة المستديرة المغلقة بأغشية رقيقة . مجموعة صغيرة من التجاويف الدقيقة .

و يقوم جهاز جولجى بدور هام فى تكوين المواد الإفرازية ، مثل المواد الخام التى تتكون منها الإنزيمات و تعرف بالزيموجين ، وإفراز الصفراء والمواد المخاطية والهرومونات وفيتامين ج فهل الصدفة العمياء يمكن أن تكون سببا في نشأة أصناف مختلفة متسقة من المواد ؟!!! و من الذي أعطي هذا العضي الدقيق هذه القدرة التي قد يعجز عنها مصنع به مئات العمال ؟!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ .
.

و يقوم جهاز جولجى بتهيئة البروتينات القادمة من الشبكة الإندوبلازمية المحببة من تسكير و سلفرة و فسفرة و غير ذلك ، فمن الذي أعطي هذا العضي الدقيق هذه القدرة التي قد يعجز عنها مصنع به مئات العمال ؟!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ .

و يقوم جهاز جولجى بتركيز و تخزين و تعبئة المواد المفرزة ، و تكوين المركب النهائي ثم طرح هذا المركب خارج الخلية عبر الحويصلات الواصلة مع السطح فأجسام جولجي تعمل على تعديل تركيب البروتينات المصنعة في الرايبوسومات وتصنيفها وإعدادها بشكلها النهائي لتستخدم في داخل الخلية أو لتفرز خارجها فأين مكان الصدفة في مثل هذه الأعمال ،و من الذي أعطي هذا العضي الدقيق هذه القدرة التي قد يعجز عنها مصنع به مئات العمال ؟!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ .

و يقوم جهاز جولجى بتكوين الأجسام الحالة أو الهاضمة lysosomes و تكوين الحبيبات المفرزة ، فمن الذي أعطي هذا العضي الدقيق هذه القدرة ؟!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ .

و يقوم جهاز جولجى بتجديد غشاء الخلية عن طريق تزويد الخلية بغشاء جديد و تعديل هذا الغشاء و تهيئته و من ثم الذي يلتحم بغشاء الخلية فمن الذي ألهم هذا العضي الدقيق ليفعل هذا الفعل ؟!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ .

و بعد حديثينا عن جهاز جولجي نأتي إلى الحديث عن الميتوكوندريا محطة إنتاج الطاقة في الخلية ، و هي عبارة عن عضيات صغيرة بيضاوية أو كروية أو خيطية الشكل , سطحها الخارجي أملس و الداخلي في شكل أعراف أي أن الغشاء الداخلي للميتوكوندريا ينثني عدة ثنيات و التي يعرف كل واحدة منها بالثنية ( Crista) ، و تعمل الثنايا على زيادة السطح الداخلي للميتوكوندريا.
و تكثر الميتوكوندريا في الخلايا الجنينية و الخلايا الغددية و يتكون عليها نواتج الأيض ، و تتلف الميتوكوندريا في الخلايا المصابة بالسرطان مما يؤدي إلى قلة نشاطها الإنزيمي و بالتالي قلة عمليات الأيض حولها .



و تعتبر الميتوكندريا المستودع الرئيسى للأنزيمات التنفسية فى الخلية ، و تسمى البطاريات الإنزيمية و تسمى أيضا مولدات الطاقة فى الخلايا ؛ لأن الكثير من التفاعلات الكيميائية التى تتضمن أكسدة المواد الغذائية ، و استخلاص الطاقة منها تتم داخل الميتوكندريا بتأثير الإنزيمات الموجودة بها ، و ترتبط الميتوكندريا ارتباطا وثيقا بالنشاط الأيضى العام للخلايا فيما يتعلق بأيض الدهون و الأحماض الأمينية ، كما تسمى الميتوكوندريا أيضاً ببطاريات الطاقة المتنقلة لأنها توجد سابحة في الخلية ، و يتم في الميتوكوندريا إنتاج المركب الكيميائي ثلاثي فوسفات الأدينوسين 
) .ATP (Adenosin Tri Phosphats
و لاحظ العلماء أن الميتوكوندريا تكثر في الخلايا ذات النشاط الحيوي العالي فمن الذي ألهمها لتكثر في هذه الأماكن ؟!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ .

و لعل البعض يسأل كيف تنتج الميتوكوندريا الطاقة ؟ 
و الجواب تنتج الميتوكوندريا الطاقة في شكل أدينوسين ثلاثي فوسفات ، و ذلك عن طريق الفسفرة المؤكسدة و نقل الأليكترون خلال دورة كريب فأين الصدفة في هذا العمل المنظم ؟!!! 
و بعد حديثنا عن الميتوكوندريا نأتي إلى الحديث عن الأجسام الحالة أو الأجسام الهاضمة الليسوسومات ، و هي عبارة عن أجسام حويصلية يحاط كل منها بغشاء رقيق و تحوى بداخلها أكثر من أريعين إنزيما من الإنزيمات الهاضمة ؛ لاستعمالها في عملية الهضم داخل الخلية بحيث تحلل الجزئيات الغذائية المعقدة التركيب إلى مركبات بسيطة تجعلها صالحة للاستعمال في الخلية فهل وجود هذا العدد من الإنزيمات المختلفة لأداء وظائف معينة كان صدفة ؟!! .
و تقوم الأجسام الحالة Lysosomes بإبادة الأشياء الضارة بالخلية مثل الميكروبات و السموم و العضيات الخلوية الكبيرة السن فمن الذي ألهم الأجسام الحالة لهذه الأفعال المتعددة الهادفة ؟!!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ .
و قد وجد العلماء أن الليسوسومات تزيد في الخلايا التي لها نشاط بلعي فهل هذا من قبيل الصدفة العمياء ؟!!
و لعل البعض يسأل كيف تعمل الأجسام الحالة ؟ و الجواب أن الأجسام الحالة تتحد مع الفجوات الغذائية التي تدخل بعملية البلعمة وتقوم الأنزيمات الموجودة فيه على تحليل المواد المعقدة الى مواد بسيطة تخرج للسيتوبلازم ليستفاد منها فيا أيها العقلاء أين الصدفة في هذا العمل المنظم ؟!! .
__________________



و بعد حديثنا عن الأجسام الحالة نتنقل إلى الحديث عن النواة ، و هي منطقة تتجمع فيها المعلومات التي تستعملها الخلية طيلة حياتها ،و تتكون النواة من:
الغشاء النووي (Nuclear membrane)
الشبكة الكروماتينة ( Chromatin reticulum).
الكروموزومات (Chromosomes).
النوية ( Nucleolus).
السائل النووي (Nuclear sap) .

ا- الغشاء النووي:
الغشاء النووي Nuclear membrane :
يحيط الغشاء النووي بالنواة ، و يتكون من طبقتين من الأغشية، و يحتوي على فتحات و ثقوب صغيرة .

وينظم الغشاء النووي حركة مرور المواد بين النواة و السيتوبلازم فهل سمعت أيها العقلاء أن الصدفة جعلت غشاء النواة كضابط المرور بحيث يدخل ما تحتاجه إليه النواة و لا يدخل ما يضر بالنواة ؟!! .

و الأعجب أن غشاء النواة يحفظ البيئة الدقيقة للنواة مختلفة عن التي في السيتوبلازم لكي تؤدي النواة وظائفها بكفاءة فهل هذا صدفة ؟! 
السائل النووي Nuclear sap :
و يتكون من مواد بروتينية و تسبح فيه المكونات النووية ، و يلعب السائل النووي دورآ أساسيآ في تهيئة المحيط أو الوسط المناسب لمكونات النواة ، و في توفير المواد الغذائية اللازمة للنواة فأين الصدفة في هذه الأعمال المختلفة لمكون من مكونات عضي واحد في الخلية ؟!! .

و يوجد بالسائل النووي الإنزيمات اللازمة لتكوين (DNA) والأنواع المختلفة من (RNA) و يوجد بالسائل النووي أيضا المواد اللازمة لتكوين النيوكليوتيدات الداخلة فى تكوين (DNA) ، و (RNA) فأين الصدفة في هذه الأعمال المختلفة لمكون من مكونات عضي واحد في الخلية ؟!! .

النوية Nucleolus :
وهي عبارة عن مجموعة من الخيوط الدقيقة ذات شكل دائري ، و ليس لها غشاء يحيط بها ، و تسبح وسط السائل النووي .

وتحتوي النوية على كمية كبيرة من RNA ، و لذلك فهي تلعب دورا أساسيا في إنتاج الرايبوسومات و بالتالي تلعب دورا أساسيا في تنظيم إنتاج البروتينات ، و قد تحتوي النواة على أكثر من نوية .
الشبكة الكروماتينية و الكروموزومات:
الأجسام الكروماتينية Chromatin or Chromocentres :
و تبدو هذه الأجسام على شكل حبيبات دقيقة أو شبكة تعرف بالشبكة الكروماتينية ، و هذه الحبيبات متصلة في مجموعات تعرف بالصبغيات ( الكرموسومات ) ، و للكرموسومات ميل كبير للأصباغ القاعدية ، و لا تتضح معالمها كثيرا أثناء سكون الخلية ، و لكنها تصبح مميزة واضحة المعالم أثناء الانقسام ، و هذه الكرموسومات ذات شكل خيطي و تحتوي على الجينات الوراثية Genes التي تقرر الوراثة .

و يوجد نوعان من الكروماتين أحدهما يعرف بالكروماتين الحقيقي euochromatin ، و الثاني يعرف بالكروماتين المختلف heterochromatin ، و المورثات أي حاملات الصفات الوراثية genes تتصل بالكروماتين الحقيقي .

و تعمل النواة على تنظيم الأنشطة الحيوية في الخلية وتلعب دوراً مهماً في عملية الانقسام الخلوي كما أنها مستودع المادة الوراثية التي تحدد صفات الكائن الحي فهل هذه الوظائف المنظمة اكتسبتها النواة صدفة ؟!!

و كما يوجد في النوية الـ RNA فإن النواة تحتوي على الـ DNA الذي يعمل على تحديد نوعية التركيب الكيماوي لآلآف الخمائر اللازمة لتوفير الطاقة الضرورية لتحديد نوع الخلية وتزودها بالنموذج الوراثي لتعمل لنفسها نسخا مضبوطة عن النموذج لكي تورثها لنسلها من الخلايا المتولدة فهل هذه الوظائف المنظمة اكتسبها الـ DNA صدفة ؟!!!

و بعد حديثنا عن النواة نأتي إلى الحديث عن الجسم المركزي Centrosome ، و هو عبارة عن جسم صغير موجود بالقرب من نواة الخلية ،و يلعب دورا في انقسام الخلية لذا فهو لا يوجد في الخلايا غير القابلة للانقسام.
و يظهر السنتروسوم على هيئة جسم صغير قائم تحيط به منطقة رائقة تسمى المنطقة المركزية الدقيقة Microcentrum ، تليها إلى الخارج منطقة كثيفة تسمى الكرة المركزية Centrosphere التى تنشأ منها الأشعة النجمية Astral Rays or Astrosphere فى بداية انقسام الخلية ، ويحتوى السنتروسوم فى كل خلية على حبيبتين مركزيتين Centrioles .

و كل حبيبة مركزية توجد على هيئة جسم أسطوانى صغير يحتوى جداره الخارجى على عدد من العصى أو الأنيبيات الدقيقة منتظمة فى تسع مجموعات تتكون كل مجموعة منها عادة من ثلاث أنيبيات وتمتد هذه الأنيبيات فى اتجاه المحور الطولى لهذا الجسم الأسطوانى .

و تلعب الحبيبات المركزية دوراً هاما فى عملية انقسام الخلية حيث تبتعد الحبيبتان المركزيتان عن بعضها البعض وتتحركان إلى قطبين متقابلين من أقطاب الخلية ولكن تظلان متصلتان بواسطة خيوط دقيقة تعرف بخيط المغزل تنتظم عليها الكروموسومات فالجسم المركزي يقوم بعملية الانقسام الخلوي حيث تقوم الحبيبتان بالربط بين خيوط المغزل فتسهل بذلك عملية الانقسام فمن الذي ألهم هذه الحبيبات الدقيقة لهذا الفعل الدقيق ؟!! إنه الله : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ .

و بعد حديثنا عن الحبيبات المركزية نأتي إلى الحديث عن الأهداب و الأسواط Cilia and Flagella ، و هي عبارة عن زوائد شعرية تمثل امتدادات للغشاء البلازمي ، و منظومة من أنيبيات دقيقة و لها دور في إحداث الحركة الحركة كما هو في الحيوانات الأولية و في الإنسان تعمل على حركة المواد على سطح الخلية و من فوائدها طرد المواد الغريبة كما هو الحال في بطانة القصبة الهوائية .

و من خلال هذا العرض المرجز لمكونات الخلية ووظائفها يتبين أن هذه الخلية الحية لم تخلق صدفة بل هي من صنع عليم حكيم فكل مكون من مكونات الخلية يدل على وجود الخالق و الخلية ككل تدل على وجود الخالق و حياة كل عضي من عضيات الخلية تدل على وجود الخالق ووظيفة كل عضي من عضيات الخلية تدل على وجود الخالق .
__________________


لحظة تمعن


تمعنوا أيها الأخوة في الخلية تجدون أنها تشبه المصنع ففي المصنع مدير و مشرف عليه و أرضية للمصنع و قسم للتسوق و الاستقبال و عمال لهم دور في تصنيع منتجات المصنع و قسم لتعبئة المنتجات و تهيئتها و حراس أمن و مولد للطاقة و الخلية تحتوي على كل هذا ففي الخلية النواة و هي كالمدير للخلية تتحكم في جميع أنشطة الخلية و ما صفات البروتين الذي سوف يصنع و في الخلية السيتوبلازم و هو كالأرضية للخلية تسبح فيه عضيات الخلية و في الخلية غشاء خلوي و هو يشبه قسم التسوق و الاستقبال حيث أي جسم يحاول دخول الخلية عليه أن يبرز هويته و ينظم مرور المواد عبر الخلية و ما الذي يدخل و ما الذي يخرج و في الخلية الريبوسومات و هي تشبه العمال حيث لها الدور في تصنيع البروتينات و في الخلية الشبكة الإندوبلازمية و هي مكان عمل الريبوسومات ( منطقة عمل ) و في الخلية جهاز جولجي و هو يشبه قسم التعبئة و التهيئة و التغليف فهو يقوم بإعداد و تهيئة البروتين للاستعمال أو التصدير و في الخلية الأجسام الحالة و هي تشبه رجال الأمن حيث تهاجم كل جسم يحاول الإضرار بالخلية و في الخلية الميتوكوندريا و هي كمولدات الطاقة فهل سمعتم أن عاقلا يفكر في وجود مصنع بلا موجد و ها هي الخلية أحد المصانع الربانية يعجز عن وظائفها عشرات المصانع و مع ذلك هناك من البشر ينكر وجود موجد لها سبحان ربي هل بعد كل ما تقدم يمكن لعاقل أن ينكر وجود خالق عليم حكيم مدبر خلق هذه الخلية الحية ؟! .

 
Design by قوالب بلوجر | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codesمحترفى بلوجر