مـقدمة
لقد طُرحت نظرية التطور منذ نحو 150 سنة، وكان لها تأثير كبير على الطريقة التي ينظر بها الناس إلى العالم. إذ تقترح هذه النظرية كذبة تقوم على أن الناس قد ظهروا في هذا العالم نتيجة المصادفةوأنهم "نوع من الحيوانات". وفضلا عن ذلك، تعلِّم هذه النظرية الناس أن القانون الوحيد في الحياة هو الصراع الأناني من أجل البقاء على قيد الحياة. وتتضح آثار هذه الفكرة بشكل جلي في القرنين التاسع عشر والعشرين؛ وذلك من خلال تزايد أنانية الناس، والانحطاط الأخلاقي في المجتمع، وسرعة انتشار المصلحة الذاتية، والقسوة، والعنف، ونشوء أيديولوجيات شمولية ودموية مثل الفاشية والشيوعية، والأزمات الاجتماعية والفردية التي تظهر كلما ابتعد الناس عن أخلاقيات الدين، ...
وقد تم تناول النتائج الاجتماعية لنظرية التطور في كتب أخرى للمؤلف (انظر كتب هارون يحيى التي تحمل عناوين "المصائب التي جلبتها نظرية التطور للإنسانية"، "الشيوعية تترقب وتتهيأ"، "السحر المظلم للداروينية"، "الداروينية دين". وقد كشفت تلك الكتب أن هذه النظرية، التي تدعي أنها "علمية"، ليس لها أي أساس علمي على الإطلاق، وأنها عبارة عن سيناريو يدافع عنه مؤيدوه بتعنت على الرغم من كل الحقائق، وهو لا يعدو أن يكون مجرد خرافات.
ومن الضروري أن يطلع على هذه الكتب أولئك الذين يرغبون في معرفة الجوهر الحقيقي لنظرية التطور ووجهة النظر الداروينية "العالمية" التي جَرَّت العالم بشكل منظم نحو العنف، والوحشية، والقسوة، والصراع خلال السنوات المائة والخمسين الأخيرة.
وسيتناول هذا الكتاب بطلان نظرية التطور من منظور أعم. وسيتصدى الكتاب أيضا لادعاءات أنصار التطور حول موضوعات معينة من خلال أسئلة كثيرا ما تطرح دون أن تُفهم معانيها فهما كاملا. ويمكنك أن تجد الإجابات المقدمة في هذا الكتاب بقدر أكبر من التفصيل العلمي في كتب أخرى للمؤلف مثل "خديعة التطور"، و"دحض الداروينية".
| ||