شبهات وردود
و إن قال الملاحدة لقد استطاع العلماء تخليق خلية حية خلال محاولات استغرقت عشرين عاما فلا نستبعد أن تخلق الصدفة خلية حية ،و الجواب أن العلماء لم يخلقوا خلية حية و أنى لهم ذلك بل كل ما فعلوه نزع المادة الوراثية لخلية حية ،و إدخال مادة وراثية صناعية بدلا منها فالخلية الحية كانت وعاء استقبال للمادة الوراثية الصناعية و الخلية الجديدة المصنعة ببساطة تحمل مادة وراثية صناعية، ولكن كل مكوناتها الأخرى من الخلية الأصلية الطبيعية و هذا يمكن تشبيهه بزرع الأعضاء فهل يسمى زرع العضو خلق العضو ؟!! و لولا وجود الحياة في الخلية الأصلية لما كان للمادة الوراثية الصناعية عمل ، و الحياة ليست مادة يمكن أن تصنع .
و إن قال الملاحدة مادام العلماء استطاعوا تكوين مادة وراثية صناعية خلال عشرين عاما فلا نستبعد أن تتكون مادة وراثية خلال ملايين السنين مصادفة ، و الجواب أن المادة الوراثية في غاية التعقيد و كلما زاد الأمر تعقيدا وإحكاما ودقة كلما قل احتمال الصدفة حتى تنتفي الصدفة بالكلية فلا مجال للصدفة في صنع هذه المادة الوراثية المعقدة غاية التعقيد و إذا استبعد الشخص إمكان صنع قطعة من البسكويت صدفة خلال عشرات السنين مع أن قطعة البسكويت ليست في تعقيد المادة الوراثية فاستبعاد صنع المادة الوراثية صدفة من باب أولى و لما لا و قد عكف العلماء أعواما عديدة لتصنيعاها و هم من هم في قوة العقل و نضاجة الفهم أضف إلى ذلك أن المادة الوراثية دون وجود الخلية الحية لا يستطيع مضاعفة نفسه و المادة الوراثية خارج الخلية الحية غير قادرة على الحفاظ على مركبها الكيميائي.
و إن قال الملاحدة قولكم أيها المسلمون بأن وجود الخلية دليل على وجود الخالق لا يصح ؛ لأن افتراضنا وجود سبب لشيء يقتضي وجود سبب لهذا السبب أيضا و الجواب أن القول بوجود سبب لوجود الخلية الحية لا يفرض وجود سبب لهذا المسبِب ؛ لأن سبب وجود الخلية هو الخالق و الخالق ليس كالمخلوق له سبب بل هو مسبب الأسباب ،و لا يصح أن يُقاس القديم الأزلي الذي لا أول لهعلى الحادثالذي له أول و هل يوجد لله شبيه حتى نشبه الله به و الله ليس له شبيه ؟!!.
هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إلى دليل آخر إن شاء الله