من أدلة وجود الله : إجابة الدعاء ( 6 )

من أدلة وجود الله : إجابة الدعاء ( 6 )




الدعاء ووجود الخالق




إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .


أما بعد :


فأدلة وجود الله كثيرة جدا ومن أوضحها و أبينها إجابة الله لدعاء من دعاه ، و كم من شخص دعا الله فاستجاب الله دعائه و كم من مضطر دعا الله فاستجاب الله له و كم من مكروب دعا الله فكشف الله كربته .

و صدق الله القائل : ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾[1] أي : و إذا سألك -أيها النبي- عبادي عني فقل لهم: إني قريب منهم, أُجيب دعوة الداعي إذا دعاني, فليطيعوني فيما أمرتهم به و نهيتهم عنه , وليؤمنوا بي , لعلهم يهتدون إلى مصالح دينهم و دنياهم . و في هذه الآية إخبار منه سبحانه عن قربه من عباده , القرب اللائق بجلاله[2] .
و يُلجئ الإنسان إلى نداء الله و دعائه عند المصائب و المخاطر فيفرج الله كربته إن شاء ، و يندر أن لا يذكر إنسان أنه قد وقع في ضيق و لم يدع الله قال تعالى : ﴿ وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِى ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّـٰكُمْ إِلَى ٱلْبَرّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ ٱلإِنْسَـانُ كَفُورًا ﴾[3] أي : وإذا أصابتكم شدة في البحر حتى أشرفتم على الغرق والهلاك، غاب عن عقولكم الذين تعبدونهم من الآلهة، وتذكَّرتم الله القدير وحده؛ ليغيثكم وينقذكم، فأخلصتم له في طلب العون والإغاثة، فأغاثكم ونجَّاكم، فلمَّا نجاكم إلى البر أعرضتم عن الإيمان والإخلاص و العمل الصالح ، و هذا من جهل الإنسان وكفره. و كان الإنسان جحودًا لنعم الله عزَّ وجل [4].


سبحان ربي : ﴿ أمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾[5] أي : أعبادة ما تشركون بالله خير أم الذي يجيب المكروب إذا دعاه, ويكشف السوء النازل به, ويجعلكم خلفاء لمن سبقكم في الأرض ؟ أمعبود مع الله ينعم عليكم هذه النعم ؟ قليلا ما تذكرون و تعتبرون , فلذلك أشركتم بالله غيره في عبادته[6].


و معنى دعاء الله في اللغة الرغبة إلى الله عز وجل فيما عنده من الخير والابتهال إليه بالسؤال ، و إجابة الدعاء : إعطاء السائل مسؤوله ، و الدعاء شرعا هو اللجوء إلى الله عز وجل ، و الاستعانة به ، و مناداته لجلب الخير و النفع ، و دفع الشر و الأذى ، و حصول إجابة دعاء المضطر ، و كشف الكرب عنه بعد أن يرفع يديه إلى السماء ، و يستغيث بخالقه ، من أعظم الأدلة على وجود الله خاصة لو حصل عين المدعو له .


و هناك عشرات القصص التي تدل على دعاء بعض الناس الله و استجابة الله لهم وما زالت إجابة الداعين أمراً مشهوداً إلى يومنا هذا لمن أتى بشرائط إجابة الدعاء و هذا دليل واضح على وجود الله عز وجل .

و من هذه القصص :

أن الله قد استجاب الله لدعاء إبراهيم عليه السلام و حمد إبراهيم عليه السلام الله لاستجابته لدعائه و الدليل على ذلك قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام : ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [7] ، و في هذه الآية ُيثْني إبراهيم – عليه السلام - على الله تعالى, فيقول: الحمد لله الذي رزقني على كِبَر سني ولديَّ إسماعيل وإسحاق بعد دعائي أن يهب لي من الصالحين, إن ربي لسميع الدعاء ممن دعاه, وقد دعوته ولم يخيِّب رجائي[8] فمن الذي استجاب دعاء إبراهيم عليه السلام ؟!! إنه الله مجيب الدعاء ناصر الضعفاء .


و قد دعى نوح قومه إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، فامتنعوا من ترك الشرك وقالوا : ﴿ لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا  .

ولم يزل نوح يدعوهم إلى الله ليلا ونهارا، وسرا وجهارا، فلم يزدهم ذلك إلا عنادا وطغيانا، وقدحا في نبيهم، ولهذا قال هنا : ﴿ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ ﴾ لزعمهم أن ما هم عليه وآباؤهم من الشرك والضلال هو الذي يدل عليه العقل، وأن ما جاء به نوح عليه الصلاة والسلام جهل وضلال، لا يصدر إلا من المجانين، وكذبوا في ذلك، وقلبوا الحقائق الثابتة شرعا وعقلا فإن ما جاء به هو الحق الثابت، الذي يرشد العقول النيرة المستقيمة، إلى الهدى والنور والرشد، وما هم عليه جهل وضلال مبين، وقوله : ﴿ وَازْدُجِرَ ﴾ أي : زجره قومه وعنفوه عندما دعاهم إلى الله تعالى، فلم يكفهم -قبحهم الله- عدم الإيمان به ، و لا تكذيبهم إياه ، حتى أوصلوا إليه من أذيتهم ما قدروا عليه ، و هكذا جميع أعداء الرسل ، هذه حالهم مع أنبيائهم .

فعند ذلك دعا نوح ربه فقال : ﴿ أَنِّي مَغْلُوبٌ لا قدرة لي على الانتصار منهم، لأنه لم يؤمن من قومه إلا القليل النادر، ولا قدرة لهم على مقاومة قومهم،﴿ فَانْتَصِرْ ﴾ اللهم لي منهم، وقال في الآية الأخرى : ﴿ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا  الآيات

فأجاب الله سؤاله، وانتصر له من قومه، قال تعالى : ﴿ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ  أي: كثير جدا متتابع
﴿وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُونًا فجعلت السماء ينزل منها من الماء شيء خارق للعادة، وتفجرت الأرض كلها، حتى التنور الذي لم تجر العادة بوجود الماء فيه، فضلا عن كونه منبعا للماء ؛ لأنه موضع النار .

﴿ فَالْتَقَى الْمَاءُ ﴾ أي: ماء السماء والأرض ﴿ عَلَى أَمْرٍ  من الله له بذلك ، ﴿ قَدْ قُدِرَ  أي: قد كتبه الله في الأزل وقضاه، عقوبة لهؤلاء الظالمين الطاغين .

﴿ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ  أي: ونجينا عبدنا نوحا على السفينة ذات الألواح والدسر أي: المسامير التي قد سمرت بها ألواحها وشد بها أسرها .

﴿ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ﴾ أي: تجري بنوح ومن آمن معه، ومن حمله من أصناف المخلوقات برعاية من الله، وحفظ منه لها عن الغرق .. و هو نعم الحافظ الوكيل ، ﴿ جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ ﴾ أي: فعلنا بنوح ما فعلنا من النجاة من الغرق العام، جزاء له حيث كذبه قومه وكفروا به فصبر على دعوتهم، واستمر على أمر الله، فلم يرده عنه راد، ولا صده عنه صاد، كما قال تعالى عنه في الآية الأخرى : ﴿ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ ﴾ الآية ...﴿ وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر ٍ أي: ولقد تركنا قصة نوح مع قومه آية يتذكر بها المتذكرون [9] .

و قال الشيخ بن عثيمين متحدثا عن صبر سيدنا نوح عليه السلام على قومه : لما طال الأمد ﴿ فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ﴾ الله أكبر، كلمتان ﴿ أني مغلوب فانتصر ﴾ و لقد دعا أهلاً للإجابة - جل وعلا - فأجاب الله قال : ﴿ ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ﴾ [10] فمن الذي استجاب دعاء نوح عليه السلام على قومه ؟!! إنه الله مجيب الدعاء ناصر الضعفاء .

و لقد أصيب أيوب عليه السلام بضر عظيم في بدنه وأهله وماله فنادى الله عز وجل بأني قد مسني الضّر و مسّني الشيطان بمشقة وألم مضر، وإنما نسب ذلك الضر إلى الشيطان أدبا مع الله تعالى ففرج الله كربته قال تعالى :
﴿ و اذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَاب ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَاب وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لأُوْلِي الألباب ﴾[11] ، و قوله تعالى : ﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ ﴾ أي دعاه قائلاً ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ أي ألم شديد، وذلك بعد مرض شديد دام مدة تزيد على كذا سنة وقال في ضراعة أخرى ذكرت في سورة الأنبياء ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ قال تعالى ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ ﴾ وقوله ﴿ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَ شَرَابٌ ﴾ أي لما أراد الله كشف الضر عنه قال له اركض برجلك أي اضرب برجلك الأرض ينبع منها ماءٌ فاشرب منه واغتسل تشف ففعل فشفي كأن لم يكن به ضر البتة. وقوله تعالى ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ ﴾ أي عوضه الله تعالى عما فقد من أهل وولد، وقوله ﴿ رَحْمَةً مِنَّا ﴾ أي كان ذلك التعويض لأيوب ﴿ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ أي عبرة لأولي القلوب الحية الواعية يعلمون بها أن الله قد يبتلي أحب عباده إليه ليرفعه بذلك درجات عالية ما كان ليصل إليها دون ابتلاء في ذات الله والصبر عليه[12].

و كم استجاب الله عز وجل لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم و السنة مليئة بالأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك و عن أنس بن مالك أن أعرابيَّاً دخل يوم الجمعة و النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال : يا رسول الله هلك المال ، و جاع العيال ، فادع لنا ، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه ، فدعا ، فثار السحاب كأمثال الجبال ، فلم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته. و في الجمعة الثانية قام ذلك الأعرابي أو غيره فقال : يا رسول الله تهدم البناء، وغرق المال؛ فادع الله لنا، فرفع يديه وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت [13] ، و هذا الحديث واضح الدلالة على استجابة الله دعاء النبي صلى الله عليه وسلم و من ثم فهو دليل على وجوده سبحانه إذ لو لم يكن الله موجودا لما أجاب الدعاء و هذا الحديث أيضا دليل على نبوته صلى الله عليه وسلم[14] و لذلك يقول الحافظ ابن حجر: (( وفيه عَلَمٌ من أعلام النبوة في إجابة الله دعاء نبيه عليه الصلاة والسلام عقِبه أو معَه، ابتداء في الاستسقاء، وانتهاء في الاستصحاء، وامتثال السحاب أمره بمجرد الإشارة ))[15] ، و إني أسأل العقلاء هل تحقق دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كان صدفة أم هو من استجابة الله له ؟!! فإن قيل صدفة فالصدفة إن حدثت مرة لا تحدث مرة أخرى و حدوثها مرة بعد أخرى يدل على القصد لا الصدفية فما تكرر قر و تحقق الدعاء لعدة أشخاص في عدة بلدان و عدة أماكن و عدة أزمنة يدل على أنه أمر قصدي مدبر لا صدفة و استجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في المرة الأولى بنزول المطر و استجابة دعائه في المرة الثانية بأن يكون المطر حول مكان الصحابة لا على مكان الصحابة ينفي القول بالصدفية .

و لقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك رضى الله عنه بكثرة المال و الولد فاستجاب الله له فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، قَالَ : أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقَائِهِ وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ فَإِنِّي صَائِمٌ، ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْ الْبَيْتِ فَصَلَّى غَيْرَ الْمَكْتُوبَةِ، فَدَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِهَا فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً، قَالَ : مَا هِيَ ، قَالَتْ : خَادِمُكَ أَنَسٌ، فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَ لَا دُنْيَا إِلَّا دَعَا لِي بِهِ ، قَالَ : اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ؛ فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الْأَنْصَارِ مَالًا ؛ وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أُمَيْنَةُ أَنَّهُ دُفِنَ لِصُلْبِي مَقْدَمَ حَجَّاجٍ الْبَصْرَةَ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ وَمِائَة [16] ، و إني أسأل العقلاء هل تحقق دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كان صدفة أم هو من استجابة الله له ؟!! فإن قيل صدفة فالصدفة إن حدثت مرة لا تحدث مرة أخرى و حدوثها مرة بعد أخرى يدل على القصد لا الصدفية فما تكرر قر ، و تحقق الدعاء لعدة أشخاص في عدة بلدان و عدة أماكن و عدة أزمنة يدل على أنه أمر قصدي مدبر لا صدفة و قد استجاب الله شقي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كثرة المال و كثرة الولد مما ينفي القول بالصدفية .

و لقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأم أبي هريرة بالهداية فأسلمت في الحال فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، قلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد أم أبي هريرة، فخرجت مستبشراً بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف، فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضة الماء، قال: فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من شدة الفرح، قال: قلت: يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة، فحمد الله وأثنى عليه، وقال خيراً [17] ،و قال النووي معلقا على هذا الحديث : (( (فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف) أي مغلق قوله (خشف قدمي) أي صوتهما في الأرض وخضخضة الماء صوت تحريكه وفيه استجابة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفور بعين المسئول وهو من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم واستحباب حمدالله عند حصول النعم ))[18] ، و إني أسأل العقلاء هل تحقق دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كان صدفة أم هو من استجابة الله له ؟!! فإن قيل صدفة فالصدفة إن حدثت مرة لا تحدث مرة أخرى و حدوثها مرة بعد أخرى يدل على القصد لا الصدفية فما تكرر قر ، و تحقق الدعاء لعدة أشخاص في عدة بلدان و عدة أماكن و عدة أزمنة يدل على أنه أمر قصدي مدبر لا صدفة .

و لقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على سراقة بن مالك واستجابة الله له في ذلك ثم دعا له فاستجاب الله أيضا له فعن البراء بن عازب أن أبا بكر أخبره كيف هاجر مع النبي عليه الصلاة والسلام و ماذا حصل معهما أثناء ذلك فقال أبو بكر : واتبعنا سراقة بن مالك، فقلت: أتينا يا رسول الله، فقال: « لا تحزن إن الله معنا » فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فارتطمت به فرسه إلى بطنها - أرى - في جلد من الأرض، - شك زهير - فقال: إني أراكما قد دعوتما علي، فادعوا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب ، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا، فجعل لا يلقى أحدا إلا قال: قد كفيتكم ما هنا، فلا يلقى أحدا إلا رده، قال: ووفى لنا [19] و إني أسأل العقلاء من الذي استجاب لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم على الفور ، و هل يعقل أن يكون تحقق دعاء النبي صلى الله عليه وسلم صدفة في المرة الأولى و الثانية ؟!!


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : « استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فدعا على ستة نفر من قريش فيهم أبو جهل، وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط، فأقسم بالله لقد رأيتهم صرعى على بدر، قد غيرتهم الشمس ، و كان يوما حارا »[20] و إني أسأل العقلاء من الذي استجاب لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم و أمات الستة نفر ؟!! إنه الله مجيب الدعاء ،و لا تقل لي الصدفة فلا يعقل أن يصادف الدعاء على ستة نفر بالموت موت هؤلاء الستة نفر بعد الدعاء .

و لقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على الرجل الذي أكل بشماله و امتنع كبرا عن إجابة أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالأكل باليمين فعن إياس بن سلمة بن الأكوع، أن أباه ، حدثه أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله ، فقال : « كل بيمينك » ، قال : لا أستطيع ، قال : « لا استطعت » ، ما منعه إلا الكبر ، قال : فما رفعها إلى فيه [21] .

و هناك الكثير من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم عرف أنهم ممن كانوا مستجابي الدعاء سعد ابن أبي وقاص فقد دعا له النبي صلى الله عليه و سلم قائلا : « اللهم استجب لسعد إذا دعاك »[22] ، و عين سعد أميرًا على الكوفة، أثناء خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و في يوم من الأيام اتجه بعض رجال عمر بن الخطاب إلى الكوفة ليحققوا في شكوى أهلها أن سعدًا يطيل الصلاة ، فما مروا بمسجد إلا وأحسنوا فيه القول، إلا رجلا واحدًا قال غير ذلك، فكان مما افتراه على سعد: أنه لا يعدل في القضية، ولا يقسم بالسوية، ولا يسير بالسرية - يخرج بالجيش - فدعا سعد عليه قائلاً: اللهم إن كان كاذبًا، فأعم بصره، وأطل عمره، وعرضه للفتن، فكان ذلك الرجل يمشي في الطريق، ويغمز الجواري، وقد سقط حاجباه من عينيه لما سئل عن ذلك قال : شيخ مفتون ، أصابته دعوة سعد و نص الحديث عن جابر بن سمرة، قال: شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر رضي الله عنه، فعزله، واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحاق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي، قال أبو إسحاق: أما أنا والله «فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء، فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين» ، قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق، فأرسل معه رجلا أو رجالا إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفة ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة قال: أما إذ نشدتنا فإن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا، قام رياء وسمعة، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه بالفتن، وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد، قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد، قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن[23] و إني أسأل العقلاء من الذي استجاب لدعاء سعد ؟! و هل تحقق عين ما دعا به كان مصادفة ؟!!!.

و سعيد بن زيد كان مستجاب الدعوة، فقد روي أن أروى بنت أويس ادعت كذبًا أنه أخذ منها أرضًا فقال سعيد : اللهم إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها ، و تجعل قبرها في بئر، ثم ترك لها الأرض التي زعمت أنها ملكها و بعد زمن قليل ، عميت أروى فكانت تقودها جارية لها ، و في ليلة قامت و لم توقظ الجارية ، و أخذت تمشي في الدار فوقعت في بئر كانت في دارها ، فماتت فأصبحت هذه البئر قبرها [24] ، و إني أسأل العقلاء من الذي استجاب دعاء سعيد بن زيد ؟!! . 

و إليك قصص من المعاصرين فيها استجابة الله لبعض الناس : رجل من المعاصرين أعمى دميم فقير ترفضه النساء، فدعا الله الكريم، فزوَّجه تعالى بأجملهن وأطيبهن ، و القصة هي ما يلي :

يقول الشيخ: من القصص التي مرت عليّ: رجل مِن قرابتي كان من حفظه القرآن، وكان صالح من الصالحين، وكنت أعهده، وكنا نحبه ونحن صغار.. الرجل وَصُول لرَحِمِهِ، والرجل مستقيم على طاعةِ اللهِ، كفيف البَصَر..

أذكر في يوم من الأيام قال لي: يا ولدي - وعمْرِي في ذاك اليوم ستة عشر سنة أو سبع عشر سنة - .. لماذا لا تتزوج؟! ، فقلت : حتى ييسر الله يا خالي العزيز.. المسألة كذا - أعني الأمور المادية - .

فقال: يا ولدي أصدق مع الله واقرع بابَ اللهِ وأبشر بالفرَج.

و أراد أن يقص عليَّ قصة أصغيت لها سمعي وأحضرت لها قلبي، قال لي: اجلس يا ولدي أحدثك بما جرى عليّ.

ثم قال: لقد عشت فقيراً ووالدي فقيراً وأمي فقيرة ونحن فقراء غاية الفقر، وكنتُ منذ أن ولدت أعمى دميماً (أي سيء الخِلْقة) قصيراً فقيراً.. وكل الصفات التي تحبها النساء ليس مني فيها شيء! ..

يقول: فكنتُ مشتاقاً للزواج غاية الشوق، ولكن إلى الله المشتكى حيث إنني بتلك الحال التي تحول بيني وبين الزواج! ؛ فجئتُ إلى وَالدِي ثم قلت: يا والدي إنني أريد الزواج، فَضَحِك الوالد وهو يريد مني بضحكه أن أيأس حتى لا تتعلق نفسي بالزواج! ، ثم قال: (هل أنت مجنون؟! ، مَنِ الذي سيزوجك؟! ، أولاً: أنتَ أعمى، وثانياً: نحن فقراء، فهوّن على نفسك، فما إلى ذلك من سبيل إلاّ بحال تبدو واللهُ أعلم ما تكون) ! .

ثم قال لي الخال - رحمه الله -: والحقيقة أن والدي ضربني بكلمات، وإلى الله المشتكي! ، وكان عمري قرابةً أربع وعشرين أو خمس وعشرين، فذهبتُ إلى والدتي أشكو لها الحالَ لعلها أن تنقل ذلك إلى والدي مرة أخرى وكدت أن أبكي عند والدتي فإذا بها مثل الأب حيث قالت: (يا ولدي.. أين أنت والزواج؟! ، هل أنت فاقد عقلك؟! ، أين لنا بالدراهم لتكون لك زوجة؟! ، وكما ترى حالتنا المعيشة الضعيفة! ، وماذا نعمل و أهل الديون يطالبوننا صباحًا مساءً؟!) .

فأعاد على أبيه ثانية وعلى أمه ثانية بعد أيام وإذا به على نفس قوله الأول لم يتغير عنه .

ولكن في ليلةٍ من الليالي قلت لنفسي: عجباً لي! ، أين أنا من ربي أرحم الراحمين؟! ، انكسر أمام أمي وأبي وهم عَجَزة لا يستطيعون شيئاً ولا أقرع باب حبيبي وإلهي القادر المقتدر! .

يقول الخال - رحمه الله -: فصليتُ في آخر الليل - كعادته -، فرفعت يديَّ إلى الله عز وجل، فقلت من جملة دعائي: " إلهي يقولون: (إنني فقير) ، وأنت الذي أفقرتني! ؛ ويقولون: (إنني أعمى) ، وأنت الذي أخذت بصري! ؛ ويقولون: (أنني دميم) ، وأنت الذي خلقتني! ؛ إلهي وسيدي ومولاي.. لا إله إلا أنت، تعلم ما في نفسي من وازع إلى الزواج وليس لي حيلةٌ ولا سبيل.. اعتذرني أبي لعجزه وأمي لعجزها، اللهم إنهم عاجزون، وأنا أعذرهم لعجزهم، وأنت الكريم الذي لا تعجز.. إلهي نظرةً من نظراتك يا أكرم من دُعي.. يا أرحم الرحمين.. قيَّض لي زواجاً مباركاً صالحاً طيباً عاجلاً تريح به قلبي وتجمع به شملي "..

يقول: كنت أدعو الله تعالى وعينايَ تبكيان، وقلبي منكسر بين يدي الله - عز وجل -، وقد كنت مبكراً بالقيام و بعد الصلاة و الدعاء نعَسْت، فلمَّا نعَسْت رأيتُ في المنام - تأمل: في لحظته! -، يقول: رأيتُ في النوم أنني في مكانٍ حارٍّ كأنها لَهَبُ نارٍ ، و بعد قليل ، فإذا بخيمةٍ نزلت عليّ من السماء! ، خيمة لا نظير لها في جمالها وحسنها، حتى نزَلَت فوقي، وغطتني وحدَثَ معها من البرودة شيءٌ لا أستطيع أن أصفه من شدة ما فيه من الأنس، حتى استيقظت من شدة البَردِ بعد الحرِّ الشديد، فاستيقظتُ و أنا مسرورٌ بهذه الرؤيا .

و من صباحه ذهَبَ إلى عالم من العلماء - معبِّرٍ للرؤيا -، فقال له: يا شيخ.. لقد رأيتُ في النوم البارحة كذا و كذا ، فقال لي الشيخ : يا ولدي هل أنت متزوج أم لا؟! .

فقلت له: لا، لم أتزوج! ، فقال: لماذا لم تتزوج؟! ، فقلتُ: كما ترى يا شيخ.. فهذا واقعي: رجل عاجز أعمى وفقير! .. والأمور كذا وكذا! .

فقال لي الشيخ: يا ولدي.. هل أنتَ البارحة طرقتَ بابَ ربِّك؟! ، فقلت: نعم.. لقد طرقتُ بابَ ربي وجزمت وعزمت على استجابته دعائي! .

فقال الشيخ: إذَن إذهب يا ولدي وانظر أطيبَ بنتٍ في خاطرك واخطبها، فإن الباب مفتوح لك، خذ أطيب ما في نفسك، ولا تذهب تتدانى وتقول: أنا أعمى سأبحث عن عمياء مثلي.. و إلا كذا و إلا كذا! ، بل أنظر أطيب بنت فإن الباب مفتوح لك! .

يقول الخال - رحمه الله -: ففكرتُ في نفسي، ولاَ و اللهِ ما في نفسي مثل فلانة، وهي معروفة عندهم بالجمال وطيب الأصل والأهل، فجئتُ إلى والدي فقلت: لعلك تذهب يا والدي إليهم فتخطب لي منهم هذه البنت ، يقول: ففعل والدي معي أشد من الأولى حيث رفض ذلك رفضاً قاطعاً نظراً لظروفي الخَلْقِية و المادية السيئة لاسيما وأن مَن أريد أن أخطُبَها هي من أجملِ بناتِ البلد إن لم تكن هي الأجمل و الأفضل! ، فذهبت بنفسي ، ودخلتُ على أهل البنت وسلمتُ عليهم ، فقلت لوالدها: جئت إليكم أخطبُ فلانة! ، فقال: تخطبُ فلانة؟! ، فقلت: نعم ، فقال: أهلاً واللهِ وسهلاً فيك يا ابنَ فُلاَنٍ ، ومرحباً فيك مِنْ حاملٍ للقرآن.. واللهِ يا ولدي لا نجِد أطيبَ منك ، لكن أرجو أن تقتنع البنت .

ثم ذهَبَ للبنت ليأخذ رأيها ، فقال لها : يا بنتي فلانة.. هذا فلانٌ، صحيحٌ أنه أعمى لكنه مفتِّحٌ مُبصرٌ بالقرآن.. معه كتاب الله - عز وجل - في صدره، فإنْ رأيتِ زواجَه منكِ فتوكلي على الله فقالت البنت : ليس بعدك و بعد رأيك فيه شيء يا والدي ، توكلنا على الله! ..

و خلال أسبوع فقط ويتزوجها بتوفيق الله وتيسيره و الحمد لله رب العالمين[25] .

و هناك قصة مشهورة و هي : أن شخصاً كان في البادية طارده جمل، قال: فمشيت في الصحراء والجمل ورائي يطردني -والجمل إذا طاردك فلا يعصمك إلا رب السموات والأرض، إلا أن يكون هناك جبل ترتقي فيه، أو مكان -قال: فأخذ الجمل ورائي، حتى كاد نفسي ينقطع، فإذا هو ورائي ما يغادرني أبداً، قال: فقلت على لساني: يا من يجيب المضطر إذا دعاه! قال: فعرض لي في الأرض شق فنزلت فيه، قال: يكفي الإنسان وزاد شيئاً، قال: فلما دخلت فيه جاء الجمل فجلس على ركبته حتى يلاحقه، قال: فيدخل رأسه فكنت أقول: يا من يجيب المضطر إذا دعاه! قال: وإذا بشيء يضايقني بجانبي، وأنا في هذا الثقب وهذا الشق، قال: فالتفت إليه فإذا هو ثعبان أسود، قال: فإن بقيت فالثعبان معي، وإن خرجت فالجمل فوقي، هذا نتيجة يا من يجيب المضطر إذا دعاه! سبحان الله! بل الله عز وجل أكرم وأجلَّ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، قال: فبقيت أقول: يا من يجيب المضطر إذا دعاه! قال: فخرج هذا الثعبان، كان يتكي على كتفه وهو يخرج، لكن هنا موت وهنا موت، قال: فخرج ثم أخذ بأنف الجمل ، قال: فرأيته يتعاصر هو و الجمل ، فخرجت أنا بحفظ الله و رعايته ، و بعد فترة و إذا بالثعبان ميت و الجمل ميت .

و بعد عرض هذه القصص من الماضي و الحاضر ثبت بما لا يدع مجال للشك أن هناك ربا سميعا للدعاء و مجيبا للدعاء و الله لا يجرب و لا يمتحن فلا تقل أجرب الله في كذا فهذا سوء أدب مع الله فهل يمكن أن تقول أجرب رئيس الدولة في كذا أو أجرب وزير الدولة في كذا ؟!!! و لله المثل الأعلى 




[1] - البقرة الآية 186
[2] - التفسير الميسر 
[3] - الإسراء الآية 67
[4] - التفسير الميسر 
[5] - النمل الآية 62
[6] - التفسير الميسر 
[7] - إبراهيم الآية 39
[8] - التفسير الميسر 
[9] - تفسير السعدي ص 825
[10] - تفسير بن عثيمين لسورة الحجرات – الحديد ص 269
[11] - سورة ص الآيات 41 - 43
[12] - أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري 4/453
[13] - رواه البخاري في صحيحه رقم 933 باب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة ، و ورواه مسلم في صحيحه حديث رقم 897 باب الدعاء في الاستسقاء 
[14] - تكرار إجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم واستمراره دليل على صدقه صلى الله عليه وسلم، فالله عزوجل لا يؤيد كاذباً ولا دعياً يدعي عليه الكذب ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (( وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَنْ عَوَّدَهُ اللَّهُ إِجَابَةَ دُعَائِهِ لَا يَكُونُ إِلَّا مَعَ صَلَاحِهِ وَدِينِهِ، وَمَنِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنْ أَبَرِّ النَّاسِ إِنْ كَانَ صَادِقًا أَوْ مِنْ أَفْجَرِهِمْ إِنْ كَانَ كَاذِبًا، وَإِذَا عَوَّدَهُ اللَّهُ إِجَابَةَ دُعَائِهِ لَمْ يَكُنْ فَاجِرًا بَلْ بَرًّا، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَ دَعْوَى النُّبُوَّةِ إِلَّا بَرًّا تَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ نَبِيًّا صَادِقًا، فَإِنَّ هَذَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَتَعَمَّدَ الْكَذِبَ، وَيَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ ضَالًّا يَظُنُّ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَّ الَّذِي يَأْتِيهِ مَلَكٌ، وَيَكُونُ ضَالًّا فِي ذَلِكَ، وَالَّذِي يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَإِنَّ هَذَا حَالُ مَنْ هُوَ جَاهِلٌ بِحَالِ نَفْسِهِ، وَحَالِ مَنْ يَأْتِيهِ، وَمِثْلُ هَذَا لَا يَكُونُ أَضَلَّ مِنْهُ، وَلَا أَجْهَلَ مِنْهُ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ بَيْنَ الْمَلَائِكَةِ وَالشَّيَاطِينِ، وَبَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ الصَّادِقِينَ، وَبَيْنَ الْمُتَشَبِّهِينَ بِهِمْ مِنَ الْكَذَّابِينَ مِنَ الْفَرْقِ مَا لَا يُحْصِيهِ غَيْرُهُ مِنَ الْفُرُوقِ، بَلْ جَعَلَ بَيْنَ الْأَبْرَارِ وَالْفُجَّارِ مِنَ الْفُرُوقِ أَعْظَمَ مِمَّا بَيْنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَلِأَنَّ مَا يَأْتِي بِهِ الْأَنْبِيَاءُ مِنَ الْأَخْبَارِ وَالْأَوَامِرِ مُخَالِفٌ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ لِمَا يَأْتِي بِهِ الشَّيْطَانُ، وَمَنِ اسْتَقْرَأَ أَحْوَالَ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ، وَحَالَ الْكُهَّانِ وَالسَّحَرَةِ تَبَيَّنَ لَهُ مَا يُحَقِّقُ ذَلِكَ )) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 6/ 297 .
[15] - فتح الباري لابن حجر 2/507
[16] - رواه البخاري في صحيحه 
[17] - رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 2491 باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه
[18] - شرح النووي لصحيح مسلم 16/92
[19] - باب علامات النبوة في الإسلام
[20] - رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 1794 باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين و المنافقين
[21] - رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 2021 باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما
[22] - رواه الترمذي في سننه رقم 3751
[23] - رواه البخاري في صحيحه رقم 755 باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر، وما يجهر فيها و ما يخافت
[24]القصة موجودة في المسند للشاشي حديث رقم 223 مِمَّا رَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ ، و مساوئ الأخلاق و مذمومها للخرائطي حديث رقم 628 بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يَسْتَرِقُ مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا مِنَ الْوِزْرِ ، و الشريعة للآجري حديث رقم 1783
[25]ذكرها الشيخ / عبد العزيز بن صالح العقل - أحد مشاهير مشايخ القصيم - في محاضرة له بعنوان " قصص وعبر "
__________________

 
Design by قوالب بلوجر | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codesمحترفى بلوجر